نحن قد صُلبنا معه ّلما صلب جسده الذي كانت فيه كل طبيعتنا،
بمثل ما حدث في آدم أنه ّلما ُلعن اعتّلت الطبيعة كلها باللعنة،
هكذا يُقال أيضًا إننا ُأقمنا مع المسيح وُأجلسنا معه في السماويات.
شلأن عمانوئيل مع أنه يفوقنا كإله، لكن من حيث إنه صار مثلنا،
فهو يعتبر واحدًا منّا قد قام وصار جليسًا مع الله الآب.
المسيح ربطنا بواسطة نفسه مع الله أبيه ـــ القديس كيرلس الكبير
إن الله الكلمة قد أهبط نفسه إلى الإخلاء
دون أن يضطره أحد إلى ذلك،
بل بمشيئته الخاصة وحسب مسرة الآب
صار إنسانًا،
جلس كابن لكي يجعلنا نحن أيضًا ندعى أبناءً لله فيه ـــ القديس كيرلس الكبير
وأما الآن فاللوغوس الذي كان منذ القديم منزهاً عن البشرية
قد صعد الآن كإنسان، ليظهر بطريقة غير مألوفة وعجيبة.
وهذا كان لأجلنا ولصالحنا نحن،
حتى إذا ما وجد كإنسان، وهو نفسه الابن بقوة،ش
وإذا ما سمع هذه الكلمات الموجهة له بكل كيانه، بما فيه الجسد:
« اجلس عن يميني » ( مز 1:109)
آية يونان ــ وجذب المسيح الجميع إليه ــ القديس كيرلس الكبير
(اليهود) لم يصدقوا التجسد ولا العجائب الحادثة بينهم.
لكنهم أخيرًا بالكاد آمنوا بواسطة الآية الختامية،
ليس كلهم بل كما كتب بولس الطوباوي:
« البقية حسب اختيار النعمة » …( رو ٥:١١ )
فماذا كانت الآية الختامية؟
إنتقل منه إلينا ما حققه في نفسه ــ القديس كيرلس الكبير
دعي ”آدم الأخير“ (1كــو 45:15 )
لأنه مولود من آدم بحسب الجسد،
ولكنه صار بداية ثانية للذين على الأرض،
إذ قد تحولت فيه طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة،
حياة في القداسة وعدم الفساد بالقيامة من الأموات.
قيامتنا وصعودنا مع المسيح كحزمة واحدة مُقدّمة للآب ــ القديس كيرلس الكبير
لأنه لما صار مثلنا صرنا معه «شركاء في الجسد» (أف 6:3)، واغتنينا بالاتحاد به بواسطة جسده، ولذلك نقول إننا كلنا فيه؛ بل وهو نفسه يقول لله أبيه الذي في السموات: «كما أني واحد معك، أُريد أنهم هم أيضاً يكونون واحداً فينا» (راجع يو 21:17)، وذلك لأن «الملتصق بالرب يكون روحاً واحداً معه.» (1كو 17:6)
الإفخارستيا سر وحدة جسد المسيح ــ القديس كيرلس الكبير
لأننا إن كنا كلنا « نشترك في الخبز الواحد » (1كو 17:10 )
إرتياح الروح القدس في الإنسان الجديد ـــ القديس كيرلس الكبير
وهكذا يشهد يوحنا الإلهي في موضع ما
أنه قد رأى الروح نازلا بألفة من السماء على المسيح.
في معمودية ربنا يسوع المسيح (4) ـــ القديس كيرلس الكبير
إن النعمة (أي الروح القدس) المُعطاة أصلاً للإنسان قد فارقته، ولكنها تجدَّدت مرة أخرى في المسيح الذي هو أيضاً آدم الثاني، فكيف صار هذا التجديد؟
في معمودية ربنا يسوع المسيح (3) ـــ القديس كيرلس الكبير
ويؤكِّد القديس كيرلس الكبير على أن الابن الوحيد قد صار إنساناً مثلنا متقبِّلاً الروح القدس في بشريته، لكي يجعل نعمة الروح القدس متأصِّلة فيه، حتى يتمكن بذلك من أن يحفظها بثبات وبدون افتراق لكل الطبيعة البشرية، لأننا سنرى، بناءً على البراهين الحكيمة المؤيَّدة بأقوال الكتب الإلهية، أن المسيح لم يقبل الروح لنفسه هو، بل بالحري لنا نحن فيه، لأن جميع الخيرات إنما بواسطته تتدفَّق نحونا نحن أيضاً.