مقدمة
بعدما حضر المسيح إلى أورشليم في عيد المظال، قدم إعلانات ذاتية متوالية عن نفسه مستمدة من المناسبات الدينية التي كان يحييها اليهود في ذلك الوقت، والتي هي بدورها ظلال للحقيقة المتمثلة في شخص الابن المتجسد. أولاً أعلن المسيح عن نفسه بكونه مصدر “الماء الحي” (يو 7)، ثم أعلن عن نفسه بكونه “نور العالم” (يو 8). ثم تأتي حادثة شفاء المولود أعمى في يوحنا 9 حيث يعلن المسيح مرة أخرى عن نفسه بكونه “نور العالم”. وأما من جهة ارتباط هذا الإعلان بالموسم الذي كان يحتفل به اليهود فيجد تفسيره في حادثة إعادة تكريس (أو تطهير) الهيكل على يد المكابيين في عام 164 ق.م..[1] (1المكابيين 4، 2المكابيين 10). وكان ذلك في الخامس والعشرون من شهر كسلو العبري وهو المكافئ لشهر ديسمبر، وهو التاريخ الذي يربط إعادة تكريس الهيكل اليهودي بميلاد ابن الله الكلمة، إذ حل في الهيكل البشري معيداً تكريسه وتطهيره. وقد قرر المكابيين الاحتفال بهذا الحدث سنوياً لمدة ثمانية أيام كعيد مقدس على منوال عيد المظال، أي لمدة ثمانية أيام، بل دعوه أيضاً “عيد المظال” أو “عيد المظال وعيد النار” (2 المكابيين 1: 9، 18)، حيث تم الربط بين حدث إعادة تكريس الهيكل وإعادة بناءه على يد نحميا من بعد العودة من السبي. ويري بعض العلماء أنه دائما ما ارتبط افتتاح أو إعادة تكريس الهيكل بموعد عيد المظال كما هو الحال في احتفال الملك سليمان بافتتاح الهيكل (1مل 8: 65)، وبناء العائدون من السبي للمذبح الجديد تحت قيادة زربابل (عز 3: 1- 6)، إلخ… .[2] وكان من طقوس أعياد المظال وتطهير الهيكل (يدعى أيضاً “عيد الهَّنوكة” أو “عيد الأنوار”[3]) هو سكب الماء الذي قد جُلب من بركة سلوام بعد خلطه بالخمر عند عتبة المذبح وإنارة منارات ضخمة في الساحة الخارجية من الهيكل، فوظف المسيح هذه الطقوس كوسائل إيضاح تتجلى من خلالها حقيقته الذاتية.
وبركة سلوام قد نشأت بناء على أمر من الملك حزقيا بشق قناة سلوام من عند نبع مريم الواقع خارج أسوار المدينة، لتمر تحت أسوار أورشليم لتوفر الماء للمدينة في حالة وقوعها تحت حصار الأعداء (2مل 20: 20). وقد كشفت الحفريات في أواخر القرن الثامن عشر عن هذه البركة.[4] أما إشعياء النبي فذكر هذه البركة بأن دعاها “مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ” (إش 8: 6). وجدير بالذكر نظرة اليهود إلى مياه هذه البركة باعتبارها مياهاً مقدسة معتمدين استخدامها في بعض طقوسهم الدينية.[5]
أما موضوعنا هنا فهو حادثة شفاء المولود أعمى في الإصحاح التاسع من إنجيل القديس يوحنا اللاهوتي، والتي تأتي في سياق الاستعلانات التي قدمها المسيح عن نفسه في الإصحاحين السابقين. حيث أجرى المسيح آية لم ير مثلها في تاريخ البشرية كلها: “مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى” (يو 9: 32).
النص في ضوء الترتيب الليتورجي
الحقيقة هي أن إنجيل يوحنا مليء بإشارات متوالية حول سر المعمودية (الماء) ابتداء من الإصحاح الأول وذكره لشهادة يوحنا المعمدان عن المسيح الآتي “الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (يو 1: 33). ثم الإصحاح الثاني وتحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل. وفي الإصحاح الثالث حوار المسيح مع نيقوديموس حول الولادة من الماء والروح. ثم الإصحاح الرابع وحديث المسيح مع السامرية عن الماء الحي. ونأتي إلى الإصحاح الخامس حيث يقدم المسيح نفسه إلى المخلع بصفته “الماء الحي” (الماء المتحرك) مانح الشفاء كبديل لماء بركة بيت حسدا. أي أن المسيح هو ماء الحياة القادر أن يطهر الإنسان من الخطية المسببة للمرض والموت. وفي الإصحاح السابع وإعلان المسيح عن الماء الحي ودعوته “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ” (يو 7: 37- 38).
إن ترتيب الكنيسة بحيث يرتبط هذا النص بقداس أحد التناصير إنما يدل على فهم الكنيسة لحادثة شفاء المولود أعمى بكونها مثال لسر المعمودية. ويقول عن ذلك الأب أثناسيوس المقاري: “وإنجيل أحد التناصير هو عن المولود أعمى، وهو أشهر رمز في العهد الجديد لمعمودية الماء والروح”.[6] فأحد التناصير (ظهر بداية من القرن العاشر الميلادي على أقل تقدير[7]) هو أحد ثلاث مناسبات رئيسية، في القرون المبكرة من تاريخ الكنيسة، لعماد الموعوظين، بالإضافة لليلة عيد القيامة وعيد الغطاس. وفي الواقع أنه حين يحصل الإنسان على استيعاب جيد حول جوهر سر المعمودية فإن إدراكه وفهمه ينضبط من نحو كلمة الله والإيمان المسيحي بكل أبعاده وأيضا من نحو الممارسة الكنسية. ولا عجب في ذلك إذ أن سر المعمودية هو سر الدخول والانضمام إلى الكنيسة، أي إلى ملكوت الله. وبالتالي فمن خلال التلامس مع الحقيقة اللاهوتية لسر المعمودية، بكونها اتحاد بالمسيح في موته وقيامته، تتضح الرؤية أمام المؤمن فيمتلك توجهاً صحيحاً خلال مسيرة حياته الروحية.
الدلالات اللاهوتية في يوحنا 9
يبدأ الإصحاح بتوجيه التلاميذ كلامهم إلى المسيح بعد أن رأوا الإنسان المولود أعمى. يسأل التلاميذ سؤالهم بناءً على قرار مسبق وهو أن المرض في حالة المولود أعمى سببه الخطية: “يَا مُعَلِّمُ مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟” (يو 9: 2). أما إجابة المسيح فجاءت لتحدد كيف سيتعامل الله مع هذه الحالة لا لتحدد المسؤول عن هذه الحالة: “لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ” (يو 9: 3). يقول القديس كيرلس الكبير عن ذلك: “ويقول البعض إنهم لا يرون في تعبير “لتظهر أعمال الله فيه” أي تبرير يفسر حالة المولود أعمى بقدر ما يعبر عن النتيجة”.[8] وبالتالي يكشف المسيح هنا أن ليس بالضرورة أن يكون المرض الجسدي ناتج عن خطية. وإن كان في حادثة شفاء المخلع يظهر إنه في بعض الحالات يكون سبب المرض الجسدي هو حياة مليئة بالخطية. لكن الأمر الجدير بالاهتمام هنا هو كيف أن مجد الله يظهر بعمله على خلاص الإنسان. والخلاص هنا في جانبه الظاهري هو شفاء للجسد، لكن بالرغم من ذلك لا يجب أن نغفل عن حقيقة تكوين الطبيعة البشرية من حيث إنها مركبة من وحدة بين الجسد والنفس.
من المؤسف حقا ألا يكون هذا الإنسان المولود أعمى غير قادر على رؤية كل هذا النور الساطع من المنارات المقامة في ساحة الهيكل بالإضافة إلى المشاعل والقناديل المحمولة بأيد الشعب احتفالا بهذا العيد الهام (عيد الأنوار)، أي ذكرى إعادة تدشين الهيكل. إذ تصير المدينة كلها متلألئة في بهجة لا توصف. في المقابل يعلن المسيح عن نفسه أمام تلاميذه قائلا “أَنَا نُورُ الْعَالَمِ” (يو9: 5). هنا يتساءل الإنسان إن كان نور المسيح يختلف عن كل هذه الأنوار المنتشرة في المدينة. هل يضف نور المسيح شيئا لهذا الإنسان الذي لم ير النور أبداً منذ ولد؟ نجد إجابة هذا السؤال في الإصحاح الأول من ذات الإنجيل حيث يعلن لنا الروح القدس بواسطة القديس يوحنا الحبيب من جهة المسيح: “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ” (يو 1: 4). إذاً فالنور الذي يتكلم عنه المسيح ليس هو ذلك النور المخلوق، بل إنه يتكلم عن الحياة الإلهية بكونها النور.
يتوجه المسيح إلى الأعمى ويبدأ بما يظهر كخلق لعيني هذا الإنسان. هذه ليست مجرد عملية شفاء عادية على قياس إعادة النظر لعينتين قد توقفتا عن العمل، بل إن المقلتين لم يكنا موجودتان من الأساس. إن تقديم الكتاب المقدس أوصاف بعض الأمراض على أنها منذ الولادة أو لمدة 48 عاما أو 18 عاما هي إشارات تظهر صعوبة المرض أو أنها حالات ميؤوس منها. في المقابل فإن ذلك يظهر عظم العمل الإلهي في التعامل مع هذه الحالات التي عجز أي أحد عن مداواتها. حالات مثل تلك تتطلب عمل إلهي، ولذلك يقول المسيح: “يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي” (يو9: 4).
يطلب المسيح من الأعمى “اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ” (يو9: 7)، ليعود “بصيراً”. وبركة سلوام هي مثال المعمودية كما يوضح القديس كيرلس الإسكندري:
“وكصورة للمعمودية المقدسة فقد أمر الرجل أن يسرع ويغتسل في سلوام، وهو اسم، شعر الإنجيلي بسبب حكمته وبالوحي الإلهي، أنه من الضروري أن يعطى تفسيره. فإننا نعرف من هذا التفسير أن “المرسل” ليس هو آخر سوى الله الابن الوحيد مفتقداً إيانا ومرسلاً من فوق، أي من الآب، لكي يحطم الخطية وضراوة الشيطان. ونحن إذ نتعرف عليه طافياً بطريقة غير منظورة فوق المياه المقدسة، فإننا نغتسل بالإيمان، لا لأجل “إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ”، كما هو مكتوب، ولكن لغسل وإزالة التلوث والنجاسة التي في عيون الذهن، حتى إذا تطهرنا، يكون لنا رجاء أن ننظر الجمال الإلهي بنقاوة”.[9]
أيضاً فبركة سلوام هي رابط مشترك بين اغتسال الأعمى وكمصدر للمياه المقدسة في تكريس وتطهير الهيكل. وبذلك يتجلى المعنى الخاص بتحول الكيان البشري كهيكل للحضور الإلهي كقول القديس بولس الرسول: “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” (1 كو 3: 16). وذلك ما كان ليحدث إلا بواسطة سر التجسد الإلهي، بحلول الكلمة في الجسد، ليطهر الطبيعة البشرية ويكرسها لله أبيه مفتدياً إياها من الموت وسلطان الظلمة. ثم تسلم المؤمنين لعمل المسيح الخلاصي باتحادهم به في سر المعمودية.
لقد صنع المسيح في الأعمى، على مستوى الجسد، ما يريد أن يحققه فينا قلبيا وكيانياً. فما هو جسدي هو انعكاس لما هو روحي. هكذا يصف القديس مقاريوس الكبير الأمر:
“كما أن أعضاء الجسد وهي كثيرة تدعى إنساناً واحداً هكذا النفس لها أعضاء كثيرة وهي: العقل، والضمير، والإرادة، والأفكار المشتكية والمحتجة، وكل هذه تعتمد على وحدة النفس. إنها أعضاء النفس، أما النفس فهي واحدة، أي الإنسان الباطن. ولكن كما أن العيون الخارجية تكشف قدامها، من على بعد، الأشواك و المهاوي والحفر، وتعطي إنذاراً مقدماً، هكذا العقل حينما يكون في يقظة وانتباه، فإنه يكشف حيل وخداعات القوة المعادية ويسبق فيحصن النفس مقدماً، إنه بالحقيقة هو عين النفس. فلنعطي المجد للآب والابن والروح القدس إلى أبد الآبدين آمين”[10]
بالفعل فبالاغتسال (المعمودية) لم تنفتح عيون الأعمى الجسدية فقط، بل أيضاً انفتحت عيونه الروحية، أي أنه قد نال الاستنارة. فالمعمودية هي استنارة كما يدعوها الكتاب المقدس: “مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ” (أف 1: 18). وعيون الذهن (أو العقل، νοῦς) هي عضو روحي وهبه الله للإنسان المخلوق على صورته لكي ما تكون وظيفته البصيرة الروحية، أي معرفة الله والشركة معه. وبالفعل نرى التحول الناتج عن فعل الاستنارة في المولود أعمى خلال لقائه الثاني بالمسيح قائلاً له “«أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ” (يو9: 38). الآن يرى، من كان أعمى، في يسوع إلهاً مخلصاً، وصار تابعاً وتلميذاً له.
الاستنارة بدورها هي البصيرة الداخلية القادرة على رؤية ومعرفة الحق. الحق لا كمجموعة من المعلومات أو المدخلات، بل ككائن. فالله هو الحق. وبالتالي تتطلب معرفته الدخول في علاقة كيانية معه. ومعرفة الحق تتطلب عمل نشط من جانب الروح القدس. فالروح هو من يهدي الإنسان إلى معرفة المسيح والتعرف عليه. بالضبط كما حدث مع القديس يوحنا المعمدان الذي شهد: “وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (يو 1: 33). طريق النمو في الاستنارة يكون تدريجياً على امتداد حياة الإنسان الأرضية. ويكون ذلك بالثبات في حياة التوبة، التي هي معمودية ثانية.
لكن الفريسيين بدورهم، في تعصبهم الأعمى، لم يبصروا النور أبداً. وبالتالي يكون الفارق الوحيد بينهم وبين المولود أعمى هو طلب الشفاء والاعتراف بالعجز عن رؤية النور. بل أن موضوع الاستنارة والنور لا يشغلهم بتاتاً. يظهر ذلك في عدم قدرتهم على تمييز هذه العلامة أو الآية البادِيَة أمامهم، والتي هي العمل الخاص بفتح عيني الأعمى. والآيات في تعريفها المسيحي هي علامات وأعراض حضور ملكوت الله. والآيات تكون مرئية جلية لمن هم باحثون عن الحق، أما بالنسبة لمن قد تقست قلوبهم بالخطية فتكون خفية أو محل شك. ولأن الفريسيين مستعبدين في ظلمة يحبونها ويطلبونها فهم يسعون في نشر هذه الظلمة بواسطة فرض أفكارهم التي تعمل كغيمة كثيفة تمنع وصول النور لكل من يقبعون تحت ظلالهم. إذاً فالحقيقة الروحية هنا هي تلك الخاصة بالصراع بين النور والظلمة. كما سبق وذكرنا فالنور مرتبط بالحياة وبالتالي تكون الظلمة مرتبطة بالموت. ينكشف الموت المتواري في ظلمة الفريسيين من خلال سعيهم لإدانة المسيح بكونه كاسر للسبت وبالتالي مستحق لعقوبة الموت. غير مميزين فيه قدرته الإلهية الظاهرة في عمل الخلق والشفاء، مما يجعله “رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا” (مت 12: 8). من الناحية الأخرى يحاول الفريسيين الضغط على من استنار لاستنطاقه بالضلال. فتكرار أسئلتهم يهدف لا إلى معرفة الحقيقة، بل إلى التخويف والتوجيه ناحية الإقرار برؤيتهم من نحو المسيح كإنسان خاطئ. فهم غير مهتمين البتة بخير من شفي، أو أن يهنئونه بما تحقق له بعمل المسيح، بل فقط يحتاجونه لخدمة صورتهم أمام الجموع وتعظيم سطوتهم على الكتلة الشعبية. مناخ من الخوف يبثونه لإبقاء الجموع تحت سيطرتهم.
هكذا دفعت حالة الفريسيين البائسة لطلب الموت لواهب الحياة. فتحقق قول الكتاب فيهم “وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” (يو1: 5)، وتحولت الأمور إلى إدانة الرب لهم، كاشفاً حقيقتهم: “لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا الْعَالَمِ حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُون … لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ” (يو9: 39، 41). الله لا يدين المريض (أو الخاطئ) بل يدين من ينكر حقيقة مرضه، من هو مدعي. بكلمات أخرى، فالله يدين من لا يطلب الشفاء. يتأكد ذلك من عدم إدانة المسيح للمولود أعمى، بل أشفق عليه، مبادراً بالتوجه إليه ومنحه الشفاء.
شريف مراد
[1] Marvin A. Sweeney, Stephen B. Chapman, The Cambridge Companion to the Hebrew Bible/Old Testament, (Cambridge University Press, July 12, 2016), p. 32.
[2] Regev Eyal, The Hasmoneans: Ideology, Archaeology, Identity (Vandenhoeck & Ruprecht, 2013), 43.
[3] Ant. 12.325.
[4] الأب متى المسكين، تفسير إنجيل يوحنا الجزء الأول، دير القديس أنبا مقار، ص 592.
[5] الأب متى المسكين، تفسير إنجيل يوحنا الجزء الأول، دير القديس أنبا مقار، ص 592.
[6] الأب أثناسيوس المقاري، سر روح القدس والميرون المقدس، ص 178.
[7] الأب أثناسيوس المقاري، معمودية الماء والروح، ص 132.
[8] القديس كيرلس الكبير، آحاد الصوم الكبير، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ص 140.
[9] القديس كيرلس الإسكندري، شرح إنجيل يوحنا (المجلد الأول)، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ص 670.
[10] القديس مقاريوس الكبير، عظات القديس مقاريوس الكبير، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، العظة السابعة.