نوفمبر 26, 2022 الصوم: ممارسة واعية

الصوم: ممارسة واعية

الأكل والتغذي

من البدء مثل موضوع الأكل محوراً للوجود البشري، ففي قصة الخلق الأول نجد أن استمرارية وجود البشر اعتمدت على الأكل كمصدر للغذاء الجسدي. وأعطى الله توجيهه للإنسان: “اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ، … انِّي قَدْ اعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الارْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرا لَكُمْ يَكُونُ طَعَاما”. وأيضا كان الأكل هو ما يتحكم في مستقبل البشرية في مجمله، اعتماداً على مدى التزامه بالوصية الإلهية من جهة نوعية الأكل.

 “وَاوْصَى الرّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنّةِ تَاكُلُ اكْلا وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ»”. وكانت حادثة السقوط كارثة كونية، أكل فيها الإنسان من ثمر مميت (شجرة معرفة الخير والشر). إلا أن هذه الحادثة، بقدر ما هي مؤسفة، كانت أيضاً كاشفة لحقيقة “الأكل”. فيتضح أن عملية الأكل ليست فقط بالحصول على الطعام المادي، لكنه يشتمل أيضاً على كل ما يدخل الكيان البشري ويملأه- في هذه الحالة امتلأ الإنسان من معرفة مميتة.

بالتالي، ينكشف أن الأكل ليس هو استهلاك الطعام بالفم فقط، بل هو كل ما يمتلئ به الإنسان. كما يتجلى من توظيف الوحي المقدس لذات اللفظة العبرية אכל في “فَلِذَلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ”. ويؤكد القديس غريغوريوس النزينزي نفس المفهوم: “لأن تلك الشجرة كانت- حسب اعتقادي- هي شجرة التأمل…”. بناءاً على هذا الفهم، نجد أن هناك عملية إدخال مستمرة من جميع الحواس، تعمل على مدار اليوم لتملأ كيان الإنسان. فيتغذى الإنسان على أمور قد لا تكون مادية بالضرورة، فالكيان البشري ليس جسداً مادياً (ترابياً) فقط، بل هو في حقيقته اتحاد بين النفس والجسد أو هو نفساً متجسدةً في جسد بيولوجي. “فالإنسان مركب من نفس وجسد، والذي قد صنع على شبه الله”. هكذا كان التدبير الإلهي حين خلق الإنسان، “وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً”. لكن بالسقوط ودخول الفساد والموت إلى العالم صار هناك انقساماً في طبيعة الإنسان، أي بين النفس والجسد. أضف إلى ذلك إهمال الإنسان لجانبه غير المنظور، أي النفس، وانحصر تركيزه بالأكثر في جسده المادي واحتياجاته.

الصوم والتكوين البشري

بذلك نجد أن أحد أهم منافع الصوم هو اكتشاف الإنسان لطبيعة تكوينه الثنائية. فعندما يبدأ الإنسان بالصوم (الانقطاع عن الطعام)، يدخل الجسد في عملية من كبح سطوته على كيان الإنسان. فيكون من المفيد جداً في ذلك الوقت اختبار الإنسان لمحدودية جسده وضعفه وارتباك أداءه (مثل الصداع، الدوخة، الشعور بالجوع، والوهن). ويلي ذلك انفتاح وعي الإنسان على بُعده الأخر الخاص بالنفس. فيبدو وكأن النفس قد حصلت على متنفساً أو مهرباً من ثقل الجسد الجاثم فوقها. بكلمات القديس يوحنا ذهبي الفم: “إن الصوم هو غذاء للنفس، فكما أن الطعام الجسدي يدسم الجسد، هكذا الصوم ينعش النفس ويمدها بأجنحة خفيفة، ويجعلها تحلِّق في الأعالي، ويعطيها القدرة على أن تتأمل فيما فوق، ويرفعها فوق شهوات وملذات العالم الحاضر”. من هنا ينبغي التحذير من التهرب من الصوم الانقطاعي، وممارسة صوم يعتمد فقط على استبدال أنواع من الطعام بأخرى، بحيث يحافظ الإنسان طوال الوقت على شعوره بالامتلاء. إجمالاً فالصوم في جانبه السلبي (أي الانقطاع عن الطعام) يساعد الإنسان على إعادة اكتشاف نفسه. ثم تنفتح أمام الإنسان الرؤية الأشمل للصوم، المتعلقة بالانقطاع عن أي مدخلات تملء كيانه- وليس الطعام فقط، بل بالنظر والسمع وإلخ…- معطلة لامتلائه بالله، الذي هو مصدر الحياة الأبدية. وقد عبر الرب يسوع المسيح عن هذه الحقيقة لليهود قائلا عن نفسه: “آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ”.

النموذج الأكمل: صوم يسوع

من بعد معموديته في نهر الأردن انطلق يسوع إلى البرية حيث “صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً”. ويسوع في صومه يحقق للبشرية ما لم تكن لتستطيع تحقيقه أبداً. إذ حول المسيح الصوم من ممارسة سلبية فقط إلى ممارسة إيجابية. إذ حمل صومه طابعاً كيانياً قائما على علاقة شخصانية بالله الآب. بالطبع، من جهة كونه ابن الله بالطبيعة، فهو يتمتع بهذه العلاقة أزلياً، لكنه في ذلك الزمان أشرك البشرية فيما له بكونه الكلمة المتجسد. أي أن المسيح، بالأساس قد “صام عنا أربعين يوما وأربعين ليلة”. لقد نقل المسيح الصوم من ممارسة محورها الامتناع عن الطعام (جوع) إلى ممارسة محورها الله (شبع). هكذا يظهر أولاً في انقياده بالروح، لتكريس نافذة زمنية، دخولاً إلى الصوم، ثم توجيه بؤرة اهتمامه نحو أبيه كما هو ظاهر من ردوده على المجرب: “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ… لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ… لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ”. فتحول الصوم هنا إلى شبع وامتلاء من الله، في علاقة تبادلية شخصانية مستمدة من نمط الحياة الثالوثية. بهذا أتاح المسيح الإمكانية للإنسان أن يمارس في حياته الأرضية ذلك النوع من الصوم كنافذة يشترك من خلالها في حياة الله. إجمالاً، لقد تجلى الصوم كشركة مع الله، مرتفعاً عن كونه “رِّيَاضَةَ جَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيل” إلى “تَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ”. فالمسيح في صومه لم تنجذب رؤيته لأسفل انحصاراً في إذلال الجسد، إذ قد صام على قدر احتمال جسده، وتوقف مؤقتاً عن الصوم إذ “جَاعَ أَخِيراً”. بل كان في صومه متطلعاً للأخر، أي الآب، كما أظهر عادة من خلال رفع “عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ”. قائلاً لتلاميذه عن مصدر شبعه، “أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ”، وأيضا “طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ”.

الصوم كمصدر شبع

بدورنا نحن، من قد نلنا الخليقة الجديدة متحدين بالمسيح، يتجدد معنا كل ما نمارسه. بالتالي، لا يصح أن يصوم المسيحي بحسب صوم الفريسي. فقد حذر المسيح، عندما سؤل حول عدم صوم تلاميذه، “لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ»”. أي أن الصوم في نطاق ملكوت الله يستلزم وعياً جديداً حراً من القديم. وعياً منفتحاً على الحضور الإلهي النشط في إناء الإنسان، كما عبر القديس بولس عنه “وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا”. فيتحرر الصوم من البطولة الذاتية الفارغة، القائمة على مدى قوة تحمل جوع البطن، إلى سباق نحو قوة شبع نابعة من امتلاء القلب بنعمة الله. بذلك يكون الله هو محور صومنا لا نحن والطعام. ينقطع انشغال الإنسان بالطعام بسبب وجود مصدر أخر للوجود، يغذي الإنسان مشبعاً إياه، إذ “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ…” بل هناك خبز حي يعلن عن ذاته: “أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الّذِي نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ”.

الصوم والتكريس

يبدأ قرار الصوم بإرادة حرة من الإنسان رغبة منه في تخصيص وقتاً زمنياً يختلي فيه بالله، وبانضمام الله الأبدي له، يتحول ذلك الزمن إلى جزء من الأبدية. لذلك نظمت الكنيسة أصواماً لضبط إيقاع حياة المؤمن، في ممارسة طابعها الأول هو وحدة أعضاء الكنيسة وشركتهم مع بعضهم البعض. ولكن هذه الأصوام المنظمة لا تمثل قوالب جامدة إجبارية، بل هي استرشادية تأديبية. ويبقى تشكيل الممارسة على الجانب الفردي بحسب طبيعة وقدرة كل عضو تحت إشراف أب روحي مدرب والذي يعي حدود أبنائه وما يلزمهم في طريق جهادهم الروحي. هذه النقطة الأخيرة هي ما تضمن عدم ارتداد ممارسة الصوم إلى شكلها الفريسي، وحفظها كـ “خَمْرًا جَدِيدَةً” خاصة بملكوت الله. لذلك يظل من الضروري على كل مؤمن، في ممارسته للصوم، “أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ”، واعياً بحدود قدرته الجسدية ومتى “يجوع أخيرا” بالحقيقية، وهذا بالتوازي مع وعيه بحقيقة ومعنى الصوم، لئلا يسقط في الفريسية. فيكرس صوماً بوعي متيقظ يرضي الله حين يقوم بفحصه: “أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولًا لِلرَّبِّ؟”.

الصوم والصلاة

وقد اتضح ارتباط الصوم وتمحوره حول الحضور الإلهي، يصير بديهياً أن الدخول لذلك الحضور الإلهي لا يكون إلا بالصلاة. لكن الصلاة أيضا تتطلب وعياً جديداً حراً من الفريسية أو الوثنية التي فيها يكرر “الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ”. أما الصلاة المقصودة هنا فهي تلك التي تعاش كخبرة شخصية في الشركة مع الله، أي علاقة ديناميكية، مردودها فرح وسرور، لهذا السبب لا يستقيم “أن مَتَى صُمْتُمْ… تَكُونُوا عَابِسِينَ كَٱلْمُرَائِينَ”. هكذا يتبين أن الصوم والصلاة لا يفترقان، بل يتلازمان حتماً. نتعلم ذلك من حياة الكنيسة التي اعتمدت هذا الإيقاع الواعي، “فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا” وأيضاً “يَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ وَيَصُومُونَ”. ويلزم إيضاح أن كل حوار مع الله هو صلاة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل صلاة هي حوار، فالصلاة صلة. فقد تتخذ الصلاة أشكال متعددة، من أهمها هو رفع القلب الدائم لله، لهذا ينبهنا الكاهن في القداس الإلهيارفعوا قلوبكم”. فاتجاه القلب نحو الله يفوق الكلمات المنطوقة. وحياة الصلاة هي حياة من النمو المتوالي إلى أن تتحول هي الأخرى، كما الصوم، إلى شركة في نمط الوجود الإلهي. ويغذي كلا منهما، أي الصوم والصلاة، الأخر. فيصير قول ايفاجريوس البنطي واقعاً، “اللاهوتي الحقيقي هو مَن يصلي. إذا كنت لاهوتيًا حقيقيًا، إذًا فأنت تصلي، وإذا كنت بالحق تصلي، إذا فأنت لاهوتياً حقيقياً”. فيحوذ بهما الإنسان قوة حياة القيامة الغالبة.

الصوم والغلبة

يكرس الإنسان وقتاً للصوم المصلي الواعي، فيحصد خيرات لا تقدر بمقاييس هذا العالم. فيكون من الهام جداً أن يبدأ المؤمن صومه وقد وضع أمامه هدفاً يسعى إليه. يستوحى هذا الهدف من كلمات الرب ذاته “أَلَيْسَ هَذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ ٱلشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ ٱلنِّيرِ، وَإِطْلَاقَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ”. فكم هو ثمين أن ينهي الإنسان صومه متوجاً بغلبة على أعدائه، والمقصود هنا هو الخطية، والأهواء، ومحبة العالم، والشيطان المجرب. لم يقدم لنا المسيح على جبل التجربة مثالاً فقط، بل أوجد الإمكانية للإنسان بواسطة اتحاده بنا. لذلك يبدأ الصوم ويرافقه توبة صادقة، والتوبة هي عودة من الإنسان لله بحسب نموذج الابن الضال وعودته لأبيه. يكون الصوم والتوبة استجابة لدعوة الآب السماوي الذي ينادي: “ٱرْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِٱلصَّوْمِ وَٱلْبُكَاءِ وَٱلنَّوْحِ”. يصير الصوم لا عن الطعام فقط، بل كما نصلي، “ونحن أيضا فلنصم عن كل شر بطهارة وبر…”. تتحقق الغلبة للإنسان الذي قد شبع بالله، فيدوس العسل، غالباً المجرب بقوة الله بحسب توجيه المسيح الذي أوضح أنهذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ”.

الخاتمة

بالنهاية يظهر أن ممارسة الصوم تتطلب وعياً يقظاً منتبهاً لحقيقته وارتباطه الوثيق بالصلاة والتوبة والجهاد الروحي. لئلا يخرج الإنسان من الصوم كما بدأ، بل يحصد تغييراً حقيقياً يدعم مسيرته نحو الأبدية. فما يتحقق في الصوم يحسب لحساب ملكوت الله، إذ أنه قد تحقق بقوة الله لا بقوة من هذا العالم الفاني. فيتعزى الإنسان بمعية الله وعمله المبهج في كيانه وحياته.

اترك رد