لقد كرس لنا ربنا يسوع المسيح “طريقًا حديثًا حيًا”…
فليس لنفسه قد صعد المسيح ليظهر أمام وجه الله الآب؛
لأنه كان، وهو كائن، وسيكون دائمًا في الآب،
وهو ماثل أمام عيني أبيه الذي يفرح به في كل حين.
وأما الآن فاللوغوس الذي كان منذ القديم منزهاً عن البشرية
قد صعد الآن كإنسان، ليظهر بطريقة غير مألوفة وعجيبة.
وهذا كان لأجلنا ولصالحنا نحن،
حتى إذا ما وجد كإنسان، وهو نفسه الابن بقوة،
وإذا ما سمع هذه الكلمات الموجهة له بكل كيانه، بما فيه الجسد:
« اجلس عن يميني » ( مز 1:109)
يوصل مجد التبني إلى عموم الجنس (البشري)…
لقد ظهر الآن كإنسان أمام الآب لأجلنا،
نحن الذين كنا مطروحين من أمام وجهه بسبب المعصية الأولى،
ليوقفنا من جديد أمام وجه الآب؛
وجلس كابن ليجعلنا نحن أيضًا ندعى بسببه أبناءً وأولادًا لله.
لذلك فالقديس بولس الذي يؤكد أن المسيح هو المتكلِّم فيه،
يعلِّمنا أن ما حدث للرب خاصًة صار ملكًا مشتركًا للطبيعة البشرية،
فيقول إن الله « أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات » (أف 6:2)
{ تفسير إنجيل يوحنا 14: 3,2ِْْ}