بخصوص الصليب… هذا هو ما وصل إلينا من التقليد،
وهذا هو ما نتعلَّمه من شكل الصليب:
فهو منقسم إلى أربعة فروع،
وكأنها انبثاقات أربعة من المركز الذي فيه ترتبط معًا،
لأن الذي تمدّد عليه في زمن تدبير موته،
هو الذي يربط جميع الأشياء في نفسه ويجعلها تتوافق معًا.
فهو يجمع طبائع الكائنات المتخالفة،
يجمعها بواسطة نفسه إلى وحدة الحس والتواُفق.
لأن جميع الكائنات إذا اعتبرها الفكر فهو يجدها
إما كائنات علوية أو سفلية أو موجودة في الجانبين…
وحيث إن كل الخليقة تتطلَّع إليه (إلى المصلوب) وتوجد حوله
وبواسطته تصير متحدة بنفسها
العلويين مع السفليين، والذين في الجانبين مع بعضهما البعض،
لذلك ينطلق العظيم بولس ويكشف الأسرار لشعب أفسس،
ويبث فيهم قوًة بواسطة تعليمه،
“ليعرفوا ما هو العمق والعلو والطول والعرض “
(أف ١٨:٣).
وهو بذلك يعبر عن فروع الصليب بأسمائها الخاصة،
هذا هو السر الذي تعلَّمناه بخصوص الصليب.
“العظة التعليمية الكبرى ٣٢”