إن الله الكلمة قد أهبط نفسه إلى الإخلاء
دون أن يضطره أحد إلى ذلك،
بل بمشيئته الخاصة وحسب مسرة الآب
صار إنسانًا،
وبينما هو محتفظ تمامًا بصفات طبيعته الخاصة بلا نقصان ولا تغيير،
قد اقتنى لنفسه الناسوت بحسب التدبير،
فهو يعتبر ابنًا واحدًا من اثنين،
إذ قد اجتمعت واتحدت معًا في شخصه الواحد،
بطريقة لا توصف ولا تفحص، الطبيعتان الإلهية والبشرية،
لتكونا معًا وحدًة بطريقة لا يمكن تصوّرها…
فهو إله، وهو أيضًا بعينه وبآن واحد إنسان…
فلهذا السبب أيضًا هو يعتبر وسيطًا (بين الله والناس)،
لأن الاثنين اللذين كانا بحسب الطبيعة متباعدين جدًا عن بعضهما،
إذ كانت تفصل بينهما هوٌة بلا قياس،
أعني اللاهوت والناسوت
قد أظهرهما مجتمعين ومتحدين في نفسه،
وبذلك ربطنا بواسطة نفسه مع الله أبيه.
الحوار الأول في الثالوث الأقدس
مارس 10, 2013