الإبن الوحيد الذي أشرق علينا من نفس جوهر الله الآب، والذي له في صميم طبيعته الآب الذي وَلده، قد صار جسدًا بحسب الكتب ومزج نفسه بنوع ما بطبيعتنا متحدًا بهذا الجسد الأرضي اتحادًا لا ينطق به. وهكذا الذي هو إله بطبعه قد دعي وصار بالحقيقة إنسانًا سماويًا لكي يوحد بنوع ما في نفسه الشيَئين المفترَقين جدًا عن بعضهما البعض بحسب الطبيعة والمتباعدين جدًا عن أي تجانس بينهما (أي اللاهوت والناسوت)، حتى يرفع بذلك الإنسان إلى مشاركة الطبيعة الإلهية. فقد وصلت إلينا نحن أيضًا شركة الروح القدس وحلوله، وقد ابتدأت بالمسيح وفي المسيح أولا لمَّا صار مثلنا،أي إنسانًا، ومسح وقدس نفسه، مع كونه إلهًا بطبعه….. فالسر الحاصل في المسيح قد صارلنا مثل بدايةٍ وطريق وذلـك لإشـتراكنا في الـروح القدس ولإتحـادنا بالله نفسه.
ديسمبر 1, 2012