جيلنا ابتعد كثيرا عن كلمة الله، وبقدر ما ابتعد عن كلمة الله بقدر ما ازداد سعيه نحو
مختلف مجالات العلوم ليجد راحة لنفسه. فمنا من لجأ لعلم النفس ومنا من لجأ لعلم الأجتماع، ومنا من لجأ لعلم التربية، ومنا من لجأ لعلم الفلسفة الوجودية، ومنا من لجأ لعلوم اخري كثيرة. وإلي هنا لم تكن المشكلة يااخوتي، بل المشكلة بدأت تتجلي انه اصبح جيلنا لا يعرف
دعوة الملكوت في حياته. وأصبحت اقل مشكلة في حياتنا او اقل ألم تجعل عندنا اليقين ان الله غائب حتي لو موجود، وليس ذلك فقط، بل المشكلة استفحلت بشكل مخيف انه اصبحنا لا نعرف ما المستوى الذي يريدنا الملكوت ان نحياه.
ربما كثيرا منا لما ارتبط بالعلوم السابقة وبالتحديد علم النفس الذي تغلغل في جيلنا، عرف البعض عن الشفاء، وعرف البعض عن معرفة النفس، وعرف البعض عن تاريخه او بالتحديد ماضيه. لكن ليس هذا هو دعوة الملكوت يااخوتي، فدعوة الملكوت يااخوتي ليست ان الأنسان يحقق جزء او كل من الشفاء لجروحاته النفسية وليس ايضا دعوته ان الأنسان يستزيد في معرفته عن نفسه، بل دعوة الملكوت الأوحد هي: “اطلبوا اولا ملكوت الله وبره … وتوبوا وآمنوا بالأنجيل”.
إذا دعوة الملكوت هي الإيمان بالإنجيل الذي نحياه كل يوم، ليس بالسماع عن قداسة الإنجيل واهميته، بل باللقاء الحي كل يوم مع الإنجيل.
فالإنجيل يااخوتي هو الوجه الأخر من الملكوت علي الأرض.
الإنجيل يا اخوتي هو عربون الملكوت علي الأرض.
الإنجيل يااخوتي هو باب الملكوت علي الأرض.
الإنجيل يااخوتي هو نافذة الملكوت علي الأرض.
الإنجيل يااخوتي هو نور وطريق وعلامة الملكوت علي الأرض.
فالإنجيل هو اساس انسانيتنا واساس خلاصنا واساس الشفاء الذي يتطلبه الملكوت، ووجود اي نوع اخر من الشفاء خارج الأنجيل ليس هو الشفاء الذي يتطلبه الملكوت يااخوتي .
شفاء الملكوت يااخوتي هو علاقة حية مع الرب يسوع اي مع كلمة الآب سواء مع الكلمة التي نتغذي عليها في الأفخارستيا او الكلمة التي تخاطبنا في الأنجيل او الكلمة التي تنادينا في الصلاة فالأفخارستيا والأنجيل والصلاة هم ادوية الملكوت التي رتبتها لنا عروسة المسيح التي هي الوحيدة التي لها الحق الكامل ان تعلن عن مستوي الشفاء الذي يتطلبه عريسها يسوع المسيبح رب المجد.