هل نختار:
وساطة التوراه، أي شريعة موسى؛ أو
وساطة المسيح ابن الله المتجسِّد؟
أي:
– إما أن علاقتنا بالله نابعة من مصدر واحد هو الثالوث الأقدس، من الآب بالابن في الروح القدس، أي عن طريق وسيط واحد هو يسوع المسيح المخلِّص والفادي، وبقوة سُكنى وعمل الروح القدس فينا؛
– وإما أن علاقتنا بالله ترتد إلى ناموس موسى حيث نحاول أن نضيفه إلى المسيح، لعلَّه يُوصِّلنا إلى ما سبق أن أخفق في توصيل اليهود إليه ولن يوصِّلنا والإجابة بكل حزم وتأكيد هي وساطة المسيح وحده.
“لأني أكلم العارفين بالناموس – أن الناموس يسود على الإنسان ما دام حيا”(رو4:7)
فى رسالته إلى أهل رومية، وضع أمامنا الرسول بولس مثال عريسين وعروس واحدة. العريسان هما الناموس والمسيح، والعروس هي المؤمنون. وكانت العروس (المؤمنون) مرتبطة بالعريس الأول (الناموس). فإذا مات أحدهما العريس أو العروس يتحرر الطرفان، إذ انتهى عقد الزواج، ولاحظ أن في ارتباط العروس مع الناموس كان الناموس يكشف الخطية، ويحكم على العروس بالموت الأبدى لكنه لايعطى تطهيراً أو غفراناً أو براً. ولكن نحن المؤمنون بالمسيح (العروس ) صرنا أمواتاً فى المسيح ومعه لذا خرجنا من دائرة الناموس، إذ لا سيادة للناموس علينا
“إذا يا إخوتي أنتم أيضا قد متم للناموس بجسد المسيح، لكي تصيروا لآخر، للذي قد أقيم من الأموات لنثمر لله” (رومية4:7)
ما هو فائق حقاً هو أن الناموس نفسه يُبرئ ساحتنا نحن الذين أخذنا حُكْم الطلاق منه، إذ يُبرِّئنا من كل التزام لأننا صرنا للمسيح. لقد مات بالنسبة لنا، ونحن أيضاً متنا، وسلطانه علينا قد انتهى بطريقين:
1ـ لأننا لم نَنَلْ حريتنا عفواً، بل نلنا هذه الحرية بموت الرب. ولذلك يقول(القديس بولس): «قد مُتُّم بجسد المسيح » (رو 7: 4)؛
2ـ بل ويُعلِن مجد الزوج الثاني الفائق بقوله:«لأنكم تزوَّجتم بآخر أي الذي قام من الأموات.»(رو4:7)
إذا نحن «لسنا تحت الناموس، بل تحت النعمة » (رو 6: 51 )