كما أنه في زمان الجُبلة الأولى
كان يستحيل أن يخرج الإنسان إلى الوجود
ما لم يأتِ الطين بين يديِّ الخالق،
هكذا أيضاً كان يستحيل
تقويم الإناء البشري الذي فسد
ما لم يَصِرْ ثوباً للذي خلقه.
ولكن ماذا أقول وبماذا أتكلَّم؟
فإن الدهش يأخذني بسبب هذا الأمر العجيب:
قديم الأيام يصير طفلاً!!
الجالس على العرش العالي الأسنى
يُوضع في مذود!
غير الملموس، البسيط، غير المُركَّب، غير الجسدي،
يُقمَّط بأيدٍ بشرية!
الكاسر أغلال الخطية يُربط بأقمطة، لأنه أراد ذلك!
أراد أن يُحوِّل الحقارة إلى كرامة،
وأن يُلبس الخزي مجداً،
وأن يجعل موضع المهانة سبيلاً للفضيلة!
من أجل هذا جاء إلى جسدي
لكي أحتوي أنا كلمته!
أخذ جسدي وأعطاني روحه القدوس،
حتى بهذا الأخذ والعطاء يُدخِل فيَّ كنز الحياة!
أخذ جسدي ليُقدِّسني،وأعطاني روحه ليُخلِّصني].