وجدت نفسي في ظلام دامس، لا شيء يُرى، فقط ظلام كثيف.
وفجأة وجدته أمامي في وسط الظلام، هو فقط ما تمكنت أن أراه.
ليس هناك ما يبعث على الفرحة والسلام مثل رؤية وجهه، خاصة في مكان مثل هذا.
دعاني: “اتبعني”
سرت وراءه، لا أدري إلى أين، لا يوجد ملامح لأي شيء، الظلمة تبتلع كل شيء، وكأنه العدم.
أما هو فكان يعرف طريقه جيداً، وأنا أسير في أثر خطواته، ناظرا إلى ظهره فقط. سرنا كثيراً.
خفيف في حركته، رقيق، هادئ، ثابت الخُطى.
ومن حيث لا أدري وجدته يمد يده فيما يشبه شق رفيع في الظلام، فيزيح بيده الظلمة وكأنها ستار، فكشف من خلفها جنة غناء منيرة، بها تنوع عجيب من الكائنات، نبتات، طيور، وحيوانات. كان يغلب عليها جميعاً ألوان قوس قزح.
ثم قال لي مرة أخرى: “اتبعني”، ودلف إلى تلك الجنة المنيرة.
من هنا عرفت أن يسوع وحده يعرف الطريق والمخرج.
نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،
الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ،
حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِق لأَجْلِنَا (عب 6: 18- 20)
“«أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.” (مز 32: 8)
ما هي ظلمتك؟ (فكر لأبعد من كدة)
شريف مراد