مقدمة
لطالما مثل مشهد وليمة العرس رمزا لاحتفالية شعب الله في ملكوته في نهاية الزمان، في الفهم اليهودي.[1] إن مثل العشاء العظيم / وليمة العرس هو نموذج غني للتعبير عن الفهم اليهودي بخصوص ملكوت الله. لقد قدم هذا المثل في سرديتين مختلفتين- وسياقين مختلفين- في إنجيلي متى (22: 1- 14) ولوقا (14: 16- 24). [2]
في هذا البحث يوظف مثل العرس كدراسة حالة لاستكشاف إن كانت الاختلافات بين السرديتين لهما دلالة ذات قيمة. بالإضافة لذلك، فإن معنى المثل في فهم الجمهور الأصلي والمعاصر سيتم إيضاحه.
هيكل المثل في إنجيل متى
للمثل تكوين ثلاثي النقاط بحسب تصنيف بلومبرج. [3] الشخصية الممثلة للسلطة هي الملك- ويرمز هنا لله الآب[4]– والذي يدعو المرشحين لوليمة عرس-وترمز لملكوت الله- ابنه- ويرمز للمسيح. بالإضافة لذلك، لدينا مجموعتين من التابعين: المدعوين- وهم شعب إسرائيل- والمدعوين البدلاء. يأمر الملك عبيده- ويمثلوا الأنبياء والرسل والمرسلين- بأن يحثوا المدعوين لحضور الوليمة المعدة بالفعل. يقوم العبيد بثلاث جولات متتالين لتشجيع المدعوين على الحضور. حيث تهمل أول جولتين ويتم مقابلتهما بالتجاهل وبل وحتى بالعنف. أما الجولة الثالثة فكانت دعوة مفتوحة “لكل” أحد. ينتهي المثل بملحق عن الضيف الغير مستعد، والذي لا يلبس ثياب العرس. وبالتالي، يتم إلقائه خارجا. ويختم متى بتفسير مختصر للمثل: “لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ” (مت 22: 14).
هيكل المثل في إنجيل لوقا
إن تكوين مثل العشاء العظيم هو أيضا “ثلاثي”.[5] يحكي القديس لوقا ذات المثل بتفاصيل أقل من التي يقدمها متى. ويبدأ بدعوة لجمع المدعوين الأصليين، والذين يقابلوا الدعوة بالرفض. فيقوم المضيف المخذول بدعوة ضيوف غير معتادين- من وجهة نظر المجتمع اليهودي- إلى العشاء، والذين يندفعون على بيت المضيف. لكن لوقا لم يذكر أي شيء بخصوص الضيف الغير مستعد. ضف إلى ذلك أنه لا يوجد تفسير مباشر للمثل من جانب لوقا.
الاختلافات بين السرديتين ودلالاتهم
إن نقاط الاختلاف التالية ترجع لحقيقة أن كلا إنجيلي متى ولوقا قد كتبا في سياقين مختلفين ولأجل غرضين مختلفين. فمتى يوجه إنجيله لليهود، أو للمسيحيين ذو الخلفية اليهودية. [6] إن الغرض الرئيسي للإنجيل هو إعلان أن يسوع هو المسيا، والكرازة بملكوته. [7] أما الخط الرئيسي عند لوقا فهو عمومية ملكوت الله. [8] وإنجيله موجه بالأساس للأمم المتحولين للمسيحية، والذين يعتبروا أنجاس في نظر اليهود. [9] فملكوت الله يرحب بالكل، حتى المنبوذين من المجتمع،[10] هؤلاء الغير مؤهلين والغير كاملين: ” الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْيَ” (لو 14: 21). إن المثل في متى يأتي في إطار دخول يسوع إلى أورشليم- فيقدم بصفته ملك اليهود- حيث يطرح سلسلة من ثلاث أمثال لتوبيخ اليهود. ويتم توبيخ اليهود بسبب عدم أمانتهم من نحو الله وعدم أيمانهم بيسوع بصفته المسيا المنتظر. إن مثل وليمة العرس في متى- وهو مدراش بحسب ديريت- مبني على نبوة صفنيا 1.[11] في المقابل، فإن لوقا يقدم المثل في إطار قبول يسوع دعوة عشاء في بيت أحد الفريسيين. وهناك، يحاول يسوع تغيير طريقة تفكير الفريسيين، بخصوص المؤهلات المطلوبة لانضمام شخص ما لوليمة عشاء ملكوت الله. إن مثل العشاء العظيم في لوقا مرتبط بشدة بتثنية 20: 5-9، وهو يعتبر أيضا مدراشا. [12]
- هدف معرف
“يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ…”، يتماشى مع سياق المملكة المسيانية التي يكرز بها إنجيل متى. فملكوت السموات هو الموضوع الأكثر أهمية الذي من الممكن أن يهتم به الشخص اليهودي. وتحديد الغرض قد أهمل في سردية إنجيل لوقا
- الملك مقابل السيد
يقدم إنجيل متى الشخصية صاحبة السلطة في صورة ملك، بينما يقدمه لوقا كسيد. وتوصيف الملك يتسق أكثر مع المملكة المسيانية، مع الأخذ في الأعتبار أن متى يخاطب مجتمع يهودي. بينما الحالة ليست كذلك في لوقا الذي يوجه كلامه لمجتمع أممي، ولذلك، فهو يبرز تعاليم المسيح وخدمته للأمم. [13]
- وليمة العرس مقابل العشاء العظيم
تقدم المناسبة في متى كوليمة عرس. فيسوع يستخدم الخط النبوي الذي يتخلل العهد القديم كله، والمقصود هو رباط العهد بين الله وشعبه، كما هو مذكور في أر 2-4. [14] بينما أن فكرة العرس قد لا تكون ذات معنى للقارئ الغير يهودي عند لوقا.
- عناصر ذبائحية يهودية
يتباعد متى عن لوقا في تحديد بعض عناصر قائمة الطعام المقدم في هذه الوليمة الهامة، فيقول الملك: “ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ…” (مت 22: 4). ومن الواضح التشابه الكبير بين هذه الكلمات وتلك الخاصة بصفنيا: “الرَّبَّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً. قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ” (صف 1: 7). الشخصية صاحبة السلطة تدعوا ضيوفها للذبيحة. والذبيحة المذكورة في متى هي من الأنواع التي تقدم لله. أما صفنيا فيتكلم تحديدا عن ذبيحة خاصة بالعبادة اليهودية. يمكن فقط هنا للقراء اليهود أن يلاحظوا العلاقة بين قائمة الطعام الخاصة بالوليمة والذبائح اليهودية. أما بخصوص المعنى المقدم هنا، فهو أن يسوع يتحدث عن الله وأن الوليمة ليست من النوع المعتاد، لكنها اجتماع مقدس يتطلب “التقديس”.
- ثلاث جولات مقابل جولتين
في متى، يرسل الملك عبيده مرتين لأجل المدعوين الأصليين، بينما في لوقا كانت هناك دعوة واحدة فقط للمدعوين الأصليين- بالرغم أن ذلك يبدو ظاهريا، لكن النص يوحي بأنه كانت هناك دعوة سابقة: “َأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ الْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّين: َتَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ.” (لو 14: 17). يتبع متى العادة الخاصة بشعوب حوض البحر المتوسط في أرسال دعوة ثانية لجمع المدعوين حين تكون الوليمة جاهزة. [15] إن كان بحسب متى أن وليمة العرس هي تلك الخاصة بابن الله، فذلك يجعل من عبيد الدعوة الأولى أنبياء العهد القديم. وبالمقارنة، فإن عبيد الدعوة الثانية، حين تكون “ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ…” (مت 22: 4)، أي بعد القيامة، يمثلوا رسل الكنيسة الأولى ومرسليها. [16] ما هو هام في هذه النقطة هو أن متى يبرز الرفض المتتالي من جانب المدعوين الأصليين والذين يمثلوا الأمة اليهودية. [17]
- مجموعات مختلفة من الأعذار
إن الأعذار المقدمة في نص القديس لوقا تشابه تلك الأعذار المقبولة في الإعفاء من الانضمام للجيش اليهودي الذاهب إلى الحرب (تث 20: 5- 9). [18] وهو بذلك يشدد على سخافة المدعوين، مبرزا التباين بين الحرب وعشاء لذيذ، بمعنى: أنه من السخيف رفض مثل هذه الدعوة. وعلى النقيض فإن هذه الأعذار قد توحي بمدى الجدية المطلوبة للاشتراك في العشاء العظيم والذي هو على قياس الذهاب في حرب مقدسة. ويتأكد هذا الفهم من خلال الآيات التالية والخاصة بكلفة تبعية المسيح (لو 14: 25- 33). [19] بمعنى أن أكل الخبز في ملكوت الله يتطلب السعي من كل القلب مع تقديم تضحيات ليست بالهينة من جانب المدعو. [20] في المقابل، فإن القديس متى لا يذكر أعذارا، ولا حوارا مع العبيد: “لَكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا (استهانوا بالأمر) وَمَضَوْا وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ…” (مت 22: 5). ورد فعل المدعوين يجعل الواحد يتعجب، لقد رفضوا الدعوة بلا سبب! وذلك إشارة لرفض اليهود لدعوة الله، بالرغم من محاولاته المتكررة لتخليصهم.
- مدعوين عنيفين مقابل مدعوين مسالمين
لقد استجاب الضيوف المدعوين في متى لنداء الملك فأفعال عنيفة، من إساءة وقتل. وهو تلميح لعادة اليهود في الطريقة التي يستقبلون بها الأنبياء ورجال الله على مدار تاريخهم. أما قراء لوقا وفهم على مستوى راق من الأخلاق، وعندهم قبول للتعلم بواسطة فلسفة عليا. ولذلك نجد أن المدعوين الأصليين استعفوا على نحو مهذب: “اسألك أن تعفيني” (لو 14: 18). إلا ان الأسلوب المهذب لا يعفيهم من تحمل مسؤولية رفض مثل هذه الدعوة.
- مضيف منتقم
نسخة متى من هذا المثل تقدم لنا قيام الملك الغاضب بالانتقام من المدعوين، الذين رفضوا دعوته وقتلوا عبيده. فيهلكهم ويحرق مدينتهم، وهو بمثابة نبوة عن الدمار الآتي على أورشليم بواسطة الرومان. [21] وهي محاولة من قبل متى لتفسير الأحداث الرهيبة التي حدثت عام 70م. فدمار أورشليم يعتبر نتيجة لرفض اليهود ليسوع بصفته الملك والمسيا الحقيقي. عكسيا، فلوقا يحجب هذه التفاصيل من المثل، مؤكدا “كرم” المضيف (الله).
- مدعوين بدلاء
يقول متى في نسخته من المثل: “كُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ…” (مت 22:9). لا توجد مواصفات محددة للمدعوين البدلاء. في لوقا، المدعوين الأصليين يستبدلون بالمنبوذين من المجتمع- الفقراء والعرج والعمي والمعاقين، مما يبدو كاختيار صاعق للمستمعين من اليهود. وهو أمر يخالف أعراف الفكر اليهودي المتعصب. [22] هذه الخاصية تساهم تعضيد عمومية ملكوت الله الذي يكرز به يسوع المسيح. ويتجرأ لوقا على سرد رأي المسيح على اتاحة مكان لهؤلاء الذين من المفترض تجنبهم بناءا على الحكم الناموس. [23]
- استحقاق المدعوين
“َأَمّا الْمَدْعُوّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقّينَ” (مت 22: 8)، مقولة تهدف لسحق كبرياء اليهود، الذين يرون أنفسهم كشعب الله المختار. وعلى النقيض، لم يكن لوقا محتاجا لمقولة مماثلة، فالمثل يستهدف بالأساس تعليم قبول من هم مختلفين وغير كاملين. بالفعل كان ينظر للأمم على أنهم أدنى من اليهود، فكانوا بحاجة للتشجيع. والغرباء هم من يتم اعتبارهم كمستحقين للعشاء العظيم (لو 14: 21).
- مكان غير محدود مقابل مكان محدود
يقوم متى بتحذير اليهود: “َامْتَلَأَ الْعُرْسُ…” (مت 22: 10). ومعنى ذلك بالنسبة لليهود أنهم ربما يخسروا فرصتهم إن لم يقتنصوها في الوقت المناسب. في المقابل، يحاول لوقا طمأنة الأمم بأنه مرحب بهم في مملكة الله، “َيُوجَدُ أَيْضاً مَكَانٌ” (لو 14: 22)، بالرغم من دعوتهم متأخرين عن اليهود.
- ضيف غير مستعد
يتفرد متى بذكر هذه الجزئية دون عن لوقا (22: 11- 14). يعتبر هذا الجزء من المثل عند بعض العلماء كمثل منفصل-[24] ووظيفته تحقيق غرض متى من سرد هذا المثل بالأساس. إن رسالة متى لليهود هي كالتالي: إن دعوتكم ليست ضمانا لدخول ملكوت الله. فالدخول لملكوت الله يتطلب الاستعداد- الخليقة الجديدة، التغيير الحقيقي. يرى لونجنكر الآية الأخيرة في ضوء الثلاث أمثال السابقين: “أنها أيضا تعمل كخلاصة لثلاثية متى من أمثلة الدينونة… مثل الابنين… مثل الكرامين الأشرار… مثل وليمة العرس”.[25] أما ديريت فيلمح إلى أن “اللباس الغريب” هو إشارة للعبادة الوثنية، كما هو واضح في صفنيا 1: 8. [26] إن صحت فكرة ديريت، إذا، فإن عدم ارتداء ثياب العرس ليس مجرد عدم لياقة، بل بالأحرى هو فعل خيانة وينم عن عدم الأمانة. بالمقارنة، فإن لوقا الذي يحدث الأمم- والذين يتسلمون الدعوة للمرة الأولى- لم يكونوا بمحتاجين لتأكيد نفس المفهوم باستخدام ملحق كهذا. عوضا عن ذلك، عبر لوقا عليها: ” لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولَئِكَ الرِّجَالِ الْمَدْعُوِّينَ يَذُوقُ عَشَائِي” (لو 14: 24).
معنى المثل في سياقه الأصلي
- بحسب إنجيل متى
لابد وأن كلمات المسيح تلك قد استحضرت إلى ذهن اليهود كلمات صفنيا النبي (صف 1: 1- 16). لقد استقبل المستمعون الأوائل للمثل الذي تلاه المسيح تحذير مسبق شديد اللهجة عن الدينونة الإلهية الآتية وفحص الله لأهل بيته. لقد كانت الرسالة واضحة: لقد تجاهلتم أيها اليهود باستمرار دعوة الله، وعند فحصكم، وجد فيكم غشا. ستحول دعوتكم لملكوت الله إلى أخرين مستحقين لها حقا، أما أنتم، فكونكم المدعوين الأصليين- بصفتكم شعب الله- فذلك لا يضمن لكم مكانا في الملكوت. ودينونة الله ستلاحقكم هنا على الأرض وفي الحياة الآتية.
- بحسب إنجيل لوقا
لقد وجد الفريسيين، المشتركين مع يسوع في العشاء تلك الليلة، أن كلماته تستدعي المقومات المطلوب توافرها في انسان ينوي الاشتراك في حرب مقدسة. إلا أن المسيح يوظف هذه المقومات لأناس يرغبون الانضمام لملكوت الله. إن خسارة دعوة الله للوليمة السمائية هو أمر أكيد في حالة عدم قبول هذه الدعوة من كل القلب. بالتالي، فإن الله سيجد مدعوين بدلاء للمشاركة في عشائه العظيم. وبخصوص اختيار الضيوف الجدد فإن الأمر في غاية الغرابة للعقل اليهودي. المدعوين البدلاء هم من النوع الذي كان ينظر له باستمرار بكونه غير مؤهل، منبوذي المجتمع اليهودي. في ذلك يقوم انجيل لوقا بفك الشفرة الأخروية الخاصة بالعشاء العظيم، إذ يربطه بالعدالة الاجتماعية التي يجب على الإنسان تحقيقها مع رفقائه من البشر. [27] أخيرا، فإن نسب الإنسان، أو قامته الاجتماعية أو الدينية لا تؤمن له مقعدا في مملكة الله، لكن فقط السعي له من كل القلب هو القادر على فعل ذلك. بذلك، فإن من لهم إعتداد عالي بنفوسهم سيكونون أخرين، والعكس صحيح.
معنى المثل في السياق المعاصر
إن كل إنسان هو مدعو للانضمام لملكوت الله. ويسوع يحذر المدعوين أنه وإن كنت قد ولدت مسيحيا- أو حتى خادما في كنيسة الله- فذلك ليس ضمانا للحصول على الحياة الأبدية لأي أحد. فحياة الاتضاع هي من متطلبات ملكوت الله. فيجب على الإنسان أن يفحص قلبه باستمرار، للتأكد من أنه يطلب يرضي الله بالكلية. [28] على خلاف ذلك، فإن الله فالزمن المعين سيفضح عدم أمانة الإنسان. فالطريق لملكوت الله يجب أن يؤخذ بالجدية المطلوبة للذهاب للحرب. غير مسموح بأي مشتتات، وإلا فكما يقول القديس بولس: “لَكِنّي أَسْعَى لَعَلّي أُدْرِكُ…” (في 3: 12)، “حَتّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً” (1كو 9: 27).
الخلاصة
إن الاختلافات بين سرديتي متى ولوقا لذات المثل هي ذات دلالة هامة لخدمة أهداف مختلفة، والكتابة في سياقين مختلفين. [29]
يوجه متى حديثه لأناس من خلفية يهودية. فالأمة اليهودية على مدار تاريخها كانت تنتظر مجيء المسيا ليؤسس مملكته السمائية. ولكن للأسف، كان لدى اليهود توقع مزيف عن ملكوت الله. ينتهز يسوع الفرصة في أحد اللقاءات مع اليهود ليوبخهم على كونهم مرائيين. إذ أنهم يستندوا فقط وتحديدا على كونهم شعب الله وأبناء إبراهيم. وفي خلال ذلك، حين أقبل ملكوت الله عليهم، وجدوا غير مستحقين أو غير مستعدين للمشاركة فيه. لذلك، فالله يفتح دعوته لضيوف أخرين ليملئوا بيته، ويعاقب المدعوين الأصليين، وغير المستعدين يتم إلقائهم خارجا.
في المقابل، يوظف لوقا نفس المثل ليخدم رسالته للأمم العابرين. فيؤكد أو يحجب بحرص جوانب معينة من المثل. فملكوت الله يجب أن يطلب من كل القلب. أنه لأمر عجيب أن يرفض أحدهم الدعوة الإلهية. أما المعايير الإلهية المؤهلة لملكوت الله فهي مغايرة تماما لفكر الإنسان. دعوة الله عمومية، تطلب هؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع.
يجب أن يتم تكييف معنى المثل للسياق المعاصر. فالمسيحيين، الذين الآن هم “إسرائيل الجديدة”، وأعضاء ملكوت السموات، يجب ان يحرروا نفوسهم من الاتكال على مكانتهم التي اكتسبوها بالميلاد من أبوين مسيحيين. فيجدر بالمسيحي اكتساب استحقاقه الممنوح من الله لكل البشر الذين وجدوا أمناء له. أما استعداد القلب المستمر فهو ليس أمر يمكن الاستغناء عنه، بل بالأحرى هو أساس التأهل للمشاركة في الوليمة السمائية. بالإضافة لذلك، فإن ابن الملكوت الحقيقي يتحرر من أي تعصب، مدركا أن الله “يدعو الكل للخلاص”.[30]
د. شـــريف مــراد
Bibliography
Berkhof, Louis. Introduction to the New Testament. CreateSpace Independent Publishing Platform, 2013.
Blomberg, Craig L. Interpreting the Parables. Sixteenth Printing edition. Downers Grove, Ill: IVP Academic, 1990.
Braun, Willi. Feasting and Social Rhetoric in Luke 14. Cambridge University Press, 2005.
Carson, D. A., and Douglas J. Moo. An Introduction to the New Testament. 2nd edition. Grand Rapids, Mich: Zondervan, 2005.
Derrett, J. Duncan M. Law in the New Testament. Wipf and Stock Publishers, 2005.
Forbes, Greg. The God of Old: The Role of the Lukan Parables in the Purpose of Luke’s Gospel. 1 edition. Sheffield, England: Sheffield Academic Press, 2000.
Long, Phillip J. Jesus the Bridegroom: The Origin of the Eschatological Feast as a Wedding Banquet in the Synoptic Gospels. Wipf and Stock Publishers, 2013.
Longenecker, Mr. Richard N., ed. The Challenge of Jesus’ Parables. 1st Edition. Grand Rapids, Mich: Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 2000.
Meier, John P. A Marginal Jew: Rethinking the Historical Jesus, Volume V: Probing the Authenticity of the Parables. Yale University Press, 2016.
Roth, Dieter. The Parables in Q. Bloomsbury Publishing, 2018.
[1] Craig L. Blomberg, Interpreting the Parables, Sixteenth Printing edition (Downers Grove, Ill: IVP Academic, 1990), 233.
[2] Mr. Richard N. Longenecker, ed., The Challenge of Jesus’ Parables, 1st Edition (Grand Rapids, Mich: Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 2000), 163.
[3] Interpreting the Parables, 233.
[4] Ibid.
[5] Ibid.
[6] Louis Berkhof, Introduction to the New Testament (CreateSpace Independent Publishing Platform, 2013), 35.
[7] Ibid., 30.
[8] Ibid., 47.
[9] D. A. Carson and Douglas J. Moo, An Introduction to the New Testament, 2nd edition (Grand Rapids, Mich: Zondervan, 2005), 211.
[10] Berkhof, Introduction to the New Testament, 52.
[11] Law in the New Testament (Wipf and Stock Publishers, 2005), 126.
[12] Ibid.
[13] Greg Forbes, The God of Old: The Role of the Lukan Parables in the Purpose of Luke’s Gospel, 1 edition (Sheffield, England: Sheffield Academic Press, 2000), 103.
[14] Phillip J. Long, Jesus the Bridegroom: The Origin of the Eschatological Feast as a Wedding Banquet in the Synoptic Gospels (Wipf and Stock Publishers, 2013), 293.
[15] John P. Meier, A Marginal Jew: Rethinking the Historical Jesus, Volume V: Probing the Authenticity of the Parables (Yale University Press, 2016), 332.
[16] Longenecker, The Challenge of Jesus’ Parables, 163.
[17] Forbes, The God of Old, 103.
[18] Blomberg, Interpreting the Parables, 233.
[19] Forbes, The God of Old, 100.
[20] Derrett, Law in the New Testament, 130.
[21] Longenecker, The Challenge of Jesus’ Parables, 164.
[22] Blomberg, Interpreting the Parables, 235.
[23] Willi Braun, Feasting and Social Rhetoric in Luke 14 (Cambridge University Press, 2005), chap. second invitation.
[24] Longenecker, The Challenge of Jesus’ Parables, 165; Blomberg, Interpreting the Parables, 237.
[25] The Challenge of Jesus’ Parables, 166.
[26] Law in the New Testament, 128.
[27] Forbes, The God of Old, 107.
[28] Ibid., 106.
[29] Dieter Roth, The Parables in Q (Bloomsbury Publishing, 2018), 120.
[30] Conclusion of Every Hour, Coptic Book of Hours.