العظة الثامنة عشر ــ القديس مقاريوس الكبير ( 2 )
أنواع فاعلية النعمة في القلب:
7- لأن أولئك الذين أعطي لهم أن يصيروا أبناء الله، وأن يولدوا من فوق من الروح، والذين لهم المسيح منيراً في داخلهم، ومنعشاً لهم، هؤلاء يقودهم بطرق متنوعة كثيرة. وتعمل النعمة سراً في قلوبهم وتعطيهم راحة روحية.
فلنستعمل صور التنعمات والمسرات الملموسة التي في هذا العالم لنوضح بها – إلى حد ما – أعمال النعمة في القلب. ففي بعض الأوقات تعزيهم النعمة وتفرحهم كما في وليمة ملوكية فيفرحون بفرح وسرور لا ينطق به وفي وقت آخر يكونون مثل عروس تتنعم بالشركة مع عريسها في راحة إلهية. وفي وقت آخر يصيرون كملائكة بدون أجساد، لكثرة سموهم وخفتهم وعدم تثقلهم حتى بالجسد. وفي وقت آخر يكونون سكارى إذ يكونون منتعشين وثملين بالروح وبالأسرار الإلهية الروحانية.