حياة الهدوء :
وأنتم تعلمون أيضًا، يا اخوتى الأحباء، أنه منذ أن حدثت المعصية (الأولى)، فإن النفس لا تستطيع أن تعرف الله إن لم تبتعد عن الناس، وعن كل تشتت. لأن النفس حينئذ سوف ترى العدو الذى يحارب ضدها. وحينما تكون قد رأت العدو وانتصرت عليه فى كل مرة يحارب ضدها، فإن الله يسكن فى تلك النفس، ويتحول كل تعبها إلى فرح وابتهاج. أما إذا انهزمت النفس، فحينئذ يأتى عليها حزن، وضجر، وأنواع أثقال أخرى كثيرة. ولكنها لا ينبغى أن ترتعب (وتفشل)، لأن (الأعداء) لن يكون لهم سلطان عليها إذا سارت فى هدوء .
الخروج من الهدوء بأمر الله :
ولهذا السبب فإن الآباء القديسين أمثال إيليا التشبِّى ويوحنا المعمدان، اعتزلوا فى البرية على انفراد. فلا تظنوا أن هؤلاء الرجال الأبرار حققوا برّهم عن طريق وجودهم وسط الناس. بل بالأحرى، فإنهم مارسوا أولاً هدوءً كثيرًا، وبعد ذلك حصلوا على حلول قوة الله فيهم، وبعد ذلك أرسلهم الله إلى وسط الناس وهم قد اقتنوا جميع الفضائل، لكى يكونوا هم حاملى المؤن الإلهية، ويشفوا الناس من ضعفاتهم. فإنهم كانوا أطباء للروح، قادرين على شفاء ضعفات الناس. ولأجل الحاجة إلى الشفاء فإنهم أُخرِجوا من هدوئهم وأُرسِلوا إلى الناس
لذلك نحن نحتاج ان نعتزل فى البرية (فى الخلوة) على انفراد. ……………….. لكى نحصل على حلول قوة الله فينا، وبعد ذلك يرسلنا الله إلى وسط الناس …………. لكى نستطيع ان نشفى الناس من ضعفاتهم …………….. قادرين على شفاء ضعفات الناس.
لن اخفيكم سرا ان هذه الجلسة يتكلم الله فيها الى النفس بشكل مباشر …فاذا كانت النفس امينة فى الحكم على نفسها وتطلب المعونة بكل قلبها فستجد الراحة سريعا ولا يصعب عليها على الاطلاق صلب الذات ..فتقول ينقص كل ماليا وتزيد انت وحدك…ينبغى انك تزيد فأمر ماذا تريد يا يسوع…فكلما زادت حروب ابلس علينا كلما زاد تشكيلى لصورة المسيح…لان الحروب تكشف خفايا الخطايا الغير مرئية للنفس والجهاد وعمل النعمة يقوم بمعالجتها فتصل لصورة المسيح ….فكل جلسة مع الذات هى جلسة تشكيل وتغيير لتلك الصورة