«لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد،
… وجميعنا سُقينا روحاً واحداً» (1كو 12: 13).
إن المعنى الذي يقصده هو هذا:
إن الذي جعلنا جسداً واحداً وولدنا من جديد هو روحٌ واحدٌ.
لأنه لم يعتمد الواحد بهذا الروح، والآخر بروحٍ آخر.
وليس فقط (الروح) الذي عمَّدنا هو واحد،
بل وأيضاً ما عمَّدنا إليه (أي الجسد) هو واحد،
لأننا لم نعتمد لنُكوِّن أجساداً مختلفة،
بل لنحفظ بحرص بعضنا مع بعض سلامة الجسد الواحد،
أي أننا اعتمدنا بهذا الروح الواحد لنصير جميعاً جسداً واحداً.
فالذي كوَّننا هو واحد، وما كوَّننا إليه هو أيضاً واحد…
فإن كان الروح الذي كوَّننا واحداً، وقد جمعنا كلنا إلى جسدٍ واحد،
(لأن هذا هو معنى قوله: «اعتمدنا إلى جسد واحد»)،
وقد أنعم علينا بمائدة واحدة وأعطانا جميعاً شراباً واحداً،
(لأن هذا هو معنى قوله: «وسُقينا روحاً واحداً»)،
وقد وحَّد أفراداً مختلفين بمثل هذا المقدار،
وصيَّر الكثيرين جسداً واحداً؛
فما بالك تبحث في كل صغيرة وكبيرة عن الفرق بينهم؟!
العظة 30 في تفسير 1كو 12: 13