إن المسيح لم يقبل الروح لنفسه هو بل بالحري لنا نحن فيه،
لأن جميع الخيرات إنما بواسطته تتدفَّق فينا نحن أيضًا.
فنظرًا لأن آدم أبانا الأول لما تحول بالغواية إلى المعصية والخطية
لم يحفظ نعمة الروح،
وبذلك فقدت أيضًا الطبيعة كلها فيه عطية الله الصالحة.
فكان لابد أن الله الكلمة الذي لا يعرف التغيير يصير إنسانًا
لكي إذ يقبل العطية بصفته إنسانًا يحتفظ بها بدوام لطبيعتنا…
فقد صار الابن الوحيد إذن إنسانًا مثلنا
لكي إذ يستعيد من جديد في نفسه أولاً الخيرات الصالحة
ويجعل نعمة الروح متأصلة من جديد ومنغرسة فيه،
يتمكن بذلك أن يحفظها بثبات وبعدم تغيير لكل طبيعتنا.
وكأن اللوغس الوحيد المولود من الله الآب
قد أعارنا عدم تغيير طبيعته الخاصة.
فإن طبيعة الإنسان قدعرفت في آدم
أنها عاجزة عن الثبات ومتحولة بكل سهولة إلى السوء.
فكما أنه بتحول الإنسان الأول
قد إجتاز فقدان الخيرات الصالحة إلى سائر طبيعتنا،
هكذا أيضًا أعتقد أنه بواسطة ذاك الذي لا يعرف التغيير
سيعود الثبات في إقتناء العطايا الإلهية إلى سائر جنسنا.
تفسير إنجيل يوحنا 39:7