٣ – قبل قيامة الرب كان رَحِمُ النساء يلد أبناء وبنات الموت. أمَّا بعد القيامة صار رَحِمُ النساء يلد زرعَ الملكوت. تحولت الحياة إلى حياةٍ أبديةٍ. وهكذا بالحياة التي لا تموت ولا تفنى، تغيرت معاني كلمات كثيرة؛ لأن القيامة أبطلت شوكة الموت. بقيامة الرب صار النورُ هو نور المحبة الذي يكشف لنا عن الباقي والفاني، ويعلن لنا المعاني الحقيقية لكل الأشياء
٤- قبل قيامة الرب كان الحق يقاس بدقة مقاييس المنطق والفلسفة والطب والشريعة وسائر فروع العلوم. وكان الحق يحتاج إلى قوة السلاح وقوة القمع. وأحياناً كان الحق يسقط عندما يسقط الذين يطالبون به. تسقط النظريات كما تسقط البنايات القديمة. تموت الحقوق إذ يعفو عليها الزمان. أين حدود بلاد الرومان؟ وماذا فعل الزمان بفتوحات الإسكندر؟ أين عروش الملوك ومدارس الفلاسفة؟ ومن الذي يقرأ ويدرس كلماتهم؟ لقد هزم الزمان والموت كل هذه الأشياء
٥ – كيف غيرت القيامة كل هذه الأمور؟ زرعت القيامة الحياة التي لا تموت، صارت كلمات البشارة وعاء حياة عدم الموت. صارت كل الحقائق تلمع بقوة البقاء؛ لأنها صارت تحت عرش آدم الأخير. ولم يكن الرسول يجهل ما بدده آدم الأول، وما أحياه آدم الجديد. وُهِبَ آدم الأول صورة الله بالشركة في الكلمة وفي الروح القدس ومعها صورة الموت إذا ترك الشركة. وفي آدم الأول افترقت الصورتان، كان يستطيع أن يغلب صورة الموت؛ لأنها لم تكن قد خُلِقَت له ولا كانت في كيانه، بل كانت صورة الموت الانتقال من الأرض إلى السماء. ولما تألَّه بالمعرفة وحدها، صارت إلوهيته بلا شركة وجفت بالزمان، لأنها لم تأكل من شجرة الحياة، فصارت الإلوهية بالمعرفة فخَّ الموت؛ لأن المعرفة بلا حياة، جوفاء مثل صنج يرن. وصارت معرفة موتٍ ، لا معرفة حياة. ودخلت صورة الموت، أي العدم، فكر الإنسان لماَّ تأمَّل ذاته بدون خالقه . أمَّا آدم الحقيقي والأخير- لأن الأخير هو الجديد وهو بداية حق الحياة- فقد جمع صورة الله وصورة الإنسان. وحَّد الحياة بموت الإنسان، فداست فيه الحياة الموتَ وأعلنت القيامة. تألهت طبيعتنا فيه بالحق، أي حق الحياة، وتألهَّت المعرفة بنور محبة وحق روح الحق، ومنذ أن فتَحَ باب القبر للحياة، صارت لغة الإنجيل هي لغة الحياة التي تغلب الموت، ولغة المحبة التي تبيد العداوة والبغضة التي هي لغة الموت. وافترق الإنجيل عن الشريعة، رغم أن الشريعة من الله؛ لأن الشريعة تحكم على كل الخطاة بالموت، وبالشريعة – كما قال الرسول – معرفة الخطية، أمَّا الإنجيل فهو يُحيي الموتى ويقيم الخطاة، وبالإنجيل معرفة الحياة، والحياة بالقيامة
مازال حتي يومنا هذا كثيرون يحاولوا ان يتألهوا بالمعرفة و بالتدرب علي الفضائل و تحصيل المعلومات الكتابية فقط، رافضين ضمنا دور العمل الالهي في الانسان للوصول لله ، انها الغنوسية في ثوبها الجديد و لكن ستبقي كلمات المسيح هي الفيصل : «أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي. (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 14:6 AVD)
لأن المعرفة بلا حياة، جوفاء مثل صنج يرن. وصارت معرفة موتٍ ، لا معرفة حياة. ودخلت صورة الموت، أي العدم، فكر الإنسان لماَّ تأمَّل ذاته بدون خالقه