كل “الآن” دون اضافة الساعة الإلهية السماوية، أي ساعة الأبدية، أي الملكوت، هي “الآن” عارية من الأبدية.
وكل “الآن” عارية من الأبدية هي لحظة زمنية بها شر كارثي، لكونها خليت من الأبدية، لا يستطيع ان يقف امامها قوة الانسان لانها قوة باطشة هالكة فاسدة حيث قوة الشيطان وهذا ما قاله رب المجد “أن اليوم يكفي شره”، يعني ان الزمن داخل اليوم الواحد يحوي ملء الشر.
وان هاجم هذا الشر اي انسان فهي كافية ان تفنيه وتهلكه لانها قوة باطشة!!!
فكل “الآن” خارج نطاق الأبدية هي “الآن” تقدم موت للانسان.
وكل “الآن” يتعامل معها الانسان ليس لها اتصال بالأبدية ، فهي لحظة زمنية قادره ان تبتلع الانسان، كما ابتلع الماضي بشبكته اناس كثيرين غير قادرين علي الخروج من مصيدته.
وكما يعلمنا الأب ألفونس احد الاباء الغربيين ان كل تفكير وتحليل للماضي وفي احداث الحاضر يحرمنا من الإلتقاء مع الأبدية التي رتبت الاحداث لخيرنا ومجد واكتمال تكوين مشروع ملكوتنا وكما يعلمنا الأب هنري نووين احد رهبان الغرب المعاصرين ان ما نسميه اليوم “مشاركات” فهي تجعلنا نتكلم كثيرا عن احداث في الماضي . وكل كلمة ، تحرمنا من الصمت التعبدي (الصمت الموجود في الخلوة والصلاة) التي فيها نصير علي تماس وتلاقي مع اعتاب الابدية التي تخبرنا بالمجد المختبئ وراء الاحداث.
فلنكسي زماننا بالواقع الابدي ونكسي ماضينا بالواقع الملكوتي حيث شجرة الحياة. لان المعرفة بدون حياة: قاتلة لان الحرف بوجه عام يقتل.
وليكن حاضرنا حاضر في حالة تداخل وتزامن مع الابدية . وهذا هو اساس شفاء الانسان: ان يحيا حياته في وحدة زمنية واحده، كوحده زمنية واحدة. اي يضيف الابدية علي ماضيه وحاضره، ويفهمهم بوعي النور الابدي…