التوبة ليست فقط إدراك الإنسان أنه خاطئ، ولا هي مجرَّد اعتبار الإنسان نفسه غير مستحق، ولا هي مجرد الندم والاعتذار(مع أن كل هذه الأفعال والأحاسيس عوامل هامة تدخل في التوبة . ولكنها، بالإضافة إلى كل ذلك) هي “الرغبة الصادقة في التغيير”. فالتوبة – لغوياً – هي كلمة عربية قاصرة عن شرح المفهوم المسيحي الإنجيلي عن التوبة، لأن معناها اللغوي لا يقتصر على “الرجوع عن الخطأ”، لكنها في المعنى الإنجيلي “ميطانويا” ومنها كلمة “مطانية” باليونانية metanoia (التي أُسيء استخدامها )، فهي تعني: “تغيير – ميطا meta ” + “نويا noia ” أي تغيير الذهن أو تغيير القلب. فالميطانيا تبدأ ب “التوبة” أي إعلان العزم على عدم الرجوع إلى الخطية، ولكنها لها تكميل، وهو: تغيير الذهن، وبالتالي تغيير الحياة كلها. فهي تحمل النية في الجهاد ضد النيات الشريرة، وهذا يستدعي التوسُّل والصلاة لله من أجل طلب معونته في معركة الجهاد ضد هذه النيات المُعاكسة لخلاص الإنسان. لذلك فالإخلاص القلبي في التوبة ضروري، حتى يمتد سر التوبة، ليس فقط إلى مَحْو الخطايا، بل من أجل دخول نعمة الشفاء إلى النفس ، حتى لا تعود مرة أخرى إلى الانغماس في دنس الخطايا.