التـألـه هو “التشبه بالمسيح” أن نكون بالحقيقة على “شبهه كمثاله”. وليس معنى التأله أبدا أن نخرج عن حدود طبيعتنا المخلوقة، أو المساواة مع الله في الطبيعة، حاشا، فهذا تجديف. لم يَكتُب ولم يُعلم أحد في تاريخ الكنيسة في الماضي أو الحاضر هذا التجديف.
الله نور، وهو باتحاده بطبيعتنا قد أنارها ولو بشعاع مجد واحد من نوره، هذا يكفي لكي ينطبق علينا:
” والمجد الذي أعطيتني قد أعطيتهم ” (يو17)
” أنا قلت أنكم آلهة ولا يمكن أن ينقض المكتوب “ يو10
” أنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا فينا كما أننا نحن واحد … وليعلم العالم أنك أرسلتنى وأحببتهم كما أحببتني“ يو17
” نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو“1يو3
” ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين أخوة كثيرين “ رو8
” ناظرين مجد الرب … نتغير إلى تلك الصورة عينها “ 2كو3
” لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية “ 2بط1
إننا بسكنى الروح القدس فينا كهيكل حقيقي له، واتحاد روح الله معنا واتحادنا معه، نأخذ كل ما أخذته طبيعة المسيح البشرية (أي طبيعتنا التي فيه) من مجد وانتصار وُهب للطبيعة البشرية باتحاد لاهوت الرب المتجسد مع ناسوته، لأن الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطينا.. هذا بالمناسبة هو المعنى الأرثوذكسي للفداء والكفارة والخلاص. هناك استنارة وتمجيد حدث للطبيعة البشرية التي للمسيح (مع بقائها طبيعة بشرية ولم تتحول إلى طبيعة لاهوتية قطعا!). وهذه الطبيعة البشرية المُمجدة (المتألهة، كما في أقوال الآباء) أصبحت من نصيبنا الآن ” كعربون ” فقط، وسوف يزداد في مجد استنارة الأبدية الكاملة لأننا “متى أُظهرَ المسيح سنصير مثله (وليس مساويين له، وضرورة هذه الصيرورة هي:) لأننا سنراه كما هو” (1يو3). إن اتحاد الإنسانية بالله وذلك بسكنى الروح القدس فينا هو اتحاد حقيقي وكامل، ولكنه: “بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا افتراق” كما هو الحال في طبيعة المسيح البشرية، التي لم تختلط ولم تتغير ولم تمتزج ولا، ولن تفترق عن لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين منذ الإتحاد (خاصة عندما نتحدُ بالرب في التناول من جسده ودمه اللذين لا، ولن يفترقا لحظة واحدة ولا طرفة عين، هذا هو مجد الطبيعة البشرية التي للرب يسوع المسيح والذي يهبه الروح القدس لكل مؤمن. هذا هو تأله الإنسان بحسب آباء الأرثوذكسية.
شهادة القداسات والآباء عن التأله:
” عند صعودك إلى السموات جسديا إذ ملأت الكل بلاهوتك “ ق. غريغوريوس
” عند استحالة الخبز والخمر إلى جسدك ودمك، تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك “ ق. كيرلس الإسكندري
” لقد صار الله إنسانا لكي يصير الإنسان إلها “ ق. أثناسيوس – تجسد الكلمة54