ينبغي أن نبحث بإهتمام ما هو إنساننا العتيق،
وما هو جسد الخطية الذي يُبطل، وبأية كيفية صُلب مع المسيح. …
الرسول يقصد من ”جسد الخطية“ ومن ”إنساننا العتيق“ الجسد الترابي
الذي له حتمية الفساد بحسب حالته القديمة التي في آدم.
فقد حُكم علينا بذلك في آدم أولاً، وتفاقم الداء بمحبة الشهوات،
لأن هذه حالة الجسد بحسب طبعه من غرائزه المغروسة فيه.
فكيف إذن صُلب مع المسيح؟
لقد صار الابن الوحيد إنسانًا وإقتنى لنفسه الجسد الترابي
الذي كان محكومًا عليه بالموت، كما قلت، بحسب حالته القديمة في آدم،
والذي صار كأنه يتمخّض بسبب غرائزه المغروسة فيه بميل جارف للخطية.
لكن ناموس الخطية انتفى في الجسد المقدّس كلي الطهر الذي للمسيح
فنحن لا نقول قط إن أية آلام بشرية معيبة كانت تتحرّك فيه،
إلا فقط ما لا لوم فيه، مثل الجوع والعطش والتعب
وكل ما يصنعه فينا ناموس الطبيعة بدون عيب.
ومع أن ناموس الخطية لم يتحرّك قط في المسيح
بسبب تفوقه بقوة اللوغوس الذي كان يدبره،
إلا أن طبيعة الجسد في حد ذاﺗﻬا، حتى حينما نعتبرها في المسيح،
فإننا لا نجدها مختلفة عن طبيعتنا.
وهكذا أيضًا صُلب معه إنساننا العتيق،
وانحلَّت بقيامته قوة اللعنة القديمة،
و”بطل جسد الخطية“ (رو ٦:٦)
ولا أعني الجسد بصفة مطلقة، ولكن الشهوات المغروسة فيه،
التي كانت دائمًا تُقلق الذهن بالأمور المخزية،
وتلقيه في طين وحمأة الملذات الترابية.
وأمّا أن هذه الأمور قد تحققت في المسيح لصالح الطبيعة البشرية،
فكيف يشك أحد في ذلك بينما يقول ق. بولس بوضوح:
” ما كان الناموس عاجزًا عنه فيما كان ضعيفًا بالجسد،
فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية،
دان الخطية بالجسد ” ( رو ٣ :٨ )
أترى إذن كيف بطل جسد الخطية؟
لقد دينت في الجسد شوكة الخطية وماتت أولًا في المسيح،
ثم انتقلتهذه النعمة διαβέβηκε من خلاله وبواسطته إلينا أيضًا
تفسير رو ٦