يرتل داود قائًلاً في موضع ما:« كرسيك يا الله إلى دهر الدهور » . ثم يقول: « لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة ». ( مـز 7:45 )، لقد كان الكلمة يملك مع الآب من قبل هذه المسحة، فكيف إذن يٌمسح ليصير ملكًا، وكيف يٌقدس، وهو المالك والقدوس في كل حين؟ فكما أنه مع كونه هكذا (مالكًا وقدوسًا)، يقال عنه إنه ينال الملك في آخر الأزمنة، هكذا أيضًا مع كونه هو العلي، قيل عنه إنه رُفِّع (في 9:2) بسبب تدبير التجسد. فهو يرُفِّع (في 9:2)، وُيمسح (مز 7:45 )وٌيقدس (يـو 19:17) من أجلنا نحن، حتى بواسطته تتدفَّق النعمة أيضًا في الجميع، بصفتها قد مُنحت فعلاً لطبيعتنا (فيه)، وبالتالي اذُّخرت لسائر جنسنا. وبهذا المعنى قال المخلِّص في إنجيل يوحنا: « لأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدسين» ( يـو19:17) فإن كل ما في المسيح قد صار لنا. فإنه لم يقبل هذا التقديس لأجله هو – إذ أنه هو صانع التقديس – بل قِبله لكي يوصله لطبيعتنا بواسطة نفسه. وهكذا قد صار طريقًا وبدايًة للخيرات الحاصلة لنا، ، وبهذا المعنى قال: « أنا هو الطريق » (يـو6:14)، أى الذي من خلاله تنحدر نحونا النعمة الإلهية، لكي ترفِّع وتُقدس وتُمجد وتُؤلِّه طبيعتنا أولاً في المسيح!.
الكتر في الثالوث، 20